شذرات زينون

" شذرة ب 1

إذا لم يكن الموجود ذا عظمة، فلن يكن بموجود. إذا وجد، فمن الضروري أن يكن لكل موجود عظمة وسماكة ومسافة بين الواحد والآخر. والأمر نفسه لما هو موجود أمامه. فلأن هذا سيكون له عظمة وموجود ما سيكون أمامه. ذلك أن النطق بهذا يستلزم النطق به دوما. فلا موجود يكون في المقام الثاني، ولا موجود لا يوجد إلا في علاقة بالآخر. إذن، فإذا الموجودات تعدد، فحتما ستكون في اللحظة نفسها صغيرة وكبيرة؛ صغيرة فلا تكون لها عظمة؛ وكبيرة فتكون غير محدودة.

شذرة ب 2

إذا الموجودات تعدد، فستكون كبيرة وصغيرة، كبيرة فتكون غير محدودة العظمة، وصغيرة فلا تكون لها عظمة. فلأنه إذا زدناه إلى موجود آخر، فلن يجعله أكبر. لأنه إذا زدناه إلى ما ليس له عظمة، فلن يزد عظمة. وبهذا يكون ما زيد لا شيئا. وإذا طرح شيء من شيء فلن ينقصه إلى ما هو أصغر، كما الإضافة لن تزيده عظمة، فالأكيد أن المزيد أو الناقص لا شيئا.

شذرة ب 3

إذا الموجودات تعدد، فيلزم لها بقدر ما لها، أي لا أكثر ولا أقل. بيد أنه إذا وجد منها بالقدر نفسه، فلها بالقدر نفسه، فتكون محدودة العدد. إذا الموجودات تعدد، فهي بلا حدود. لأنها ستكون دوما موجودات أغيار بين الموجودات، وموجودات أخرى أغيار بينهما. فبالنتيجة، تكون الموجودات لا محدودة."

النتيجة الحتمية لقصيدةزينون: تقتحم المشكلة الطاحنة للموجود الساحة. وليست هناك سوى طريقة واحدة لتجاوز نقائض زينون: إثبات الطلاق بين العلم والديالكتيك.

شذرة ب 4

"لا يتحرك ما يتحرك لا في المكان حيث يوجد فيه، ولا في المكان الذي لا يوجدفيه."

من قصيدة زينون: ترجمة أحمد الطريبق